دعم الموسوعة:
Menu
علي عبود حسین أبو لحمة الشمري

ثروة معرفیة کبیرة للأجیال

 

بسم الله الرحمن الرحیم

وما أوتیتم من العلم إلا قلیلا

صدق الله العلي العظیم

صاحب الموسوعة الکبیرة (دائرة المعارف الحسینیة) سماحة العلامة المجاهد الشیخ محمد صادق الکرباسي (حفظه الله).

إن المعارف الحسینیة على مختلف الأصعدة لابد لها من تنظیم یلم شتاتها ویبوبها ویخرجها بحلة قشیبة تعکس للقراء الدور الذی لعبته الثورة الحسینیة فی فعالیة الابداع لدى کل من اهتم بهذا الفکر وهذه العقیدة.

فنحن عاجزون أن نصف موسوعتکم الکبیرة والوحیدة فی عصرنا وزماننا هذا وما نحیط به علماً عن موسوعتکم إلا القلیل الیسیر فی حقکم وحقها وحق إمامنا الحسین(ع) حیث لم تدعوا حقلاً من حقول المعرفة الحسینیة إلا أدخلتموه فی موسوعتکم المبارکة نادرة عصرها والعصور الإسلامیة السابقة، حیث فاقت جمیع الموسوعات الإسلامیة والتاریخیة والعالمیة حیث لم تترکوا شیئاً إلا ادخرتموه للأجیال القادمة، وهی لم تغادر صغیرة ولا کبیرة إلا وتم تبویبها فی المنهاج الذی أعد لهذه الموسوعة أن تسیر علیه، ففیها من المعارف الحسینیة فی جمیع المجالات والحقول کالحقل الادبی والتاریخی والشعر الشعبی والعمودی والاجتماعی والجغرافی لمدینة أبی الشهداء الحسین بن علی(ع) والمقالات الحسینیة والتقاریض وحتى أسماء الاشخاص الذین تسمَّوا بأسماء الإمام الحسین(ع)، وکیف لا تکون کذلک فالحسین(ع) حفید رسول الله(ص) وریحانته من الدنیا وسید شباب أهل الجنة، وقال رسول الله(ص) فی حقه وحق اخیه الحسن(ع): "الحسن والحسین سیدا شباب أهل الجنة".

إن الأثر الفکری والثقافی الذی ترکته الثورة الحسینیة على مر السنین والقرون قد ادخر لهذه الامة ثروة معرفیة کبیرة للأجیال، حیث فجرت واقعة کربلاء بمآسیها المفجعة وبطولاتها الملهمة قرائح الشعراء، ومواهب الأدباء منذ الأیام الأولى للواقعة ولحد الآن وبمختلف اللغات وضمن شتى ألوان الآداب والفنون.

والحسین(ع) بتضحیته وشهادته یوم عاشوراء، علَّم أحرار العالم کیف یثورون بوجه الظلم والظالمین فی کل مکان وزمان.

کما أن التفاعل الجماهیری الهائل الذی یحصل باندفاع ذاتی ومن قبل کل الشرائح الاجتماعیة بمختلف الطبقات یکسب المعارف الإسلامیة عموماً والحسینیة خصوصاً حرکة ممیزة وتفاعلاً إنسانیاً لیس کسائر المعارف والعلوم الأخرى.

فهذا غاندی زعیم الهند یقول: تعلمت من الحسین کیف أکون مظلوماً حتى أنتصر.

نعم لقد انتصر الحسین(ع) انتصاراً معنویاً لا عسکریاً بقوة السلاح والرجال، وان نهضة الحسین(ع) المبارکة وشهادته فی سبیل الله کانت إحیاءً لدین جده رسول الله(ص) وأهل بیته(ع) حیث قال رسول الله(ص) فی حقه: "حسین منی وأنا من حسین"، وقال آخرون: (الإسلام محمد الوجود حسینی البقاء).

نهنئکم على موسوعتکم الحسینیة المبارکة الفریدة من نوعها فی عالمنا الیوم، فبارک الله فی جهودکم وأنتم فی دار الغربة بعیدون عن دار الأوطان لاسیما وطنکم العزیز العراق، ومدینتکم المقدسة کربلاء الحسین (ع) وأخذ الله بأیدیکم والعاملین معکم لخدمة الأمة الإسلامیة جمعاء، ونأمل من الأمة أن ترتفع بمستوى المسؤولیة التی نهض الحسین من أجلها وتضحی کما ضحى (ع) بالغالی والنفیس، ویحرر المسلمون أنفسهم بلدانهم من الکفر العالمی فکریا وعسکریا، خاصة وأن عدد المسلمین الیوم بلغ أکثر من ملیار مسلم ویکونوا صفاً واحداً ویعملوا بقوله تعالى فی الآیة 60 من سور الأنفال: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَیْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّکُمْ وَآخَرِینَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ یَعْلَمُهُمْ) حتى یمهدوا بعملهم وقوتهم واتحادهم هذا لظهور الإمام الحجة المنتظر (عج) وانتظار دولته المرتقبة وهی التی یعز بها الإسلام وأهله ویذل بها النفاق وأهله ویجعلنا فیها من الدعاة إلى طاعته والقادة إلى سبیله ویرزقنا فیها سعادة الدنیا والآخرة إنه سمیع مجیب.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

 

علي عبود حسین أبو لحمة الشمري

العراق - کربلاء - حي المعلمین

الخمیس 4 جمادى الأولى 1427 هـ

1 حزیران 2006 م